خمس شخصيات هما احد اهم اسباب فشل فريق العمل في أي مؤسسة

مجتمع العمل مثله كمثل أي مجتمع، حيث يجمع فئات متنوعة من الشخصيات والطباع والخلفيات الاجتماعية. رغم ذلك توجد صفة تجعل هذا المجتمع مميزًا عن أي مجتمع آخر وهي الاستمرارية. فيتعامل الموظفون مع بعضهم البعض لثماني أو تسع ساعات أغلب أيام الأسبوع. هذه التعاملات تكشف عن طبيعة شخصية كل فرد. الفارق هنا، أن هذا التعامل ليس لغرض شخصي بل هدفه العمل. فكل تصرف سلبي بلا شك سينعكس على العمل.

فما هي الشخصيات السلبية التي يفضل عدم تواجدها في بيئة العمل أو ينبغي التعامل معها معاملة خاصة منعًا لوقوع مشكلات تؤثر على الإنتاجية أو عناصر العمل ككل؟

 

 

ما هي الشخصية السامة في بيئة العمل؟

الشخصية السامة في بيئة العمل هي كل فرد يتسبب في أذى معنوي لموظف آخر أو لأحد العملاء. كما قد يتسبب في خسائر مادية ممثلة في خسارة عميل أو صفقة أو تعطل أداة إنتاجية مهمة في خط سير العمل.

 

غالبًا ما تكون الشخصية السامة فرد لا يتوافق مع الفريق في كثير من الطبائع أو السلوكيات مما ينعكس بالسلب على علاقته بالآخرين. غالبًا ما تمر هذه الشخصية بأزمات سابقة أو تكون قد تعرضت إلى مواقف صادمة في أماكن عمل أخرى تركت أثرًا في تعاملها مع الغير.

 

ينبغي عليك كصاحب عمل الانتباه إلى الإشارات التي تصدر من الشخصيات السامة مبكرًا منعًا لحدوث خسائر متعلقة بالمعدات أو رحيل موظفين.

 

خمس شخصيات وراء فشل فريق العمل

يمكن جمع العلامات السابقة في خمس شخصيات سامة تضر بالصالح العام للشركة، قد توجد شخصيات سلبية اخرى، إلا أننا بناءً على خبراتنا في مجال الموارد البشرية جمعنا لك أبرز خمسة وهي كالتالي:

 

1- المتنمر

هو موظف يبحث عن عيوب كل شخصية سواء كانت صفة متعلقة بالعمل أو غير متعلقة بها, يكره أن يحصل موظف غيره على التقدير ، فيسعى بكل الطرق إلى لفت الانتباه بكل الطرق. ينتج عن هذه الشخصية بيئة عمل غير آمنة لبقية الموظفين وتؤدي إلى شعورهم بالضيق الدائم أثناء العمل.

 

2- المماطل

المماطلة أو التسويف قد تجده عنصر في كثير من شخصيات العمل إلا أن المماطلة هنا هي الصفة الغالبة على هذا الفرد. بتفويت مواعيد التسليم أكثر من مرة أو تأخير الرد على مكالمات العملاء أو تأجيل المهام، كلها علامات تؤكد أنك تتعامل مع شخصية مماطلة مستهلكة للوقت.

 

3- الممتعض

الممتعض هو أحد الشخصيات السلبية التي يؤذي وجودها وتيرة العمل. فقد يبدو هادئًا أغلب الوقت إلا أنه في النهاية يثور غاضبًا لسبب تافه. هذه الشخصية كذلك غالبًا ما تكون متمسكة بآرائها، فترى نفسها دائمًا على صواب، وملاحظته لما يخالف رأيه يتسبب في كتمان هذا الغضب أو إطلاقه فجأة دون مقدمات.

 

4- المتشائم

الشخصية التشاؤمية ضارة في أي مكان سواء عمل أو غيره. حيث يرى أن كل ما حوله لا فائدة منه ولن يرقى للمستوى المطلوب مهما بذل من جهد. تنقل الشخصية التشاؤمية الطاقة السلبية إلى من حوله، فيثبطهم إذا حاولوا تغيير عنصر من عناصر المكان أو إبداء رأيهم في موضوع غرضه تحسين الشركة.

 

5- الفظ

غلاظة القلب وعدم مراعاة شعور الآخرين والافتقار إلى الذكاء العاطفي والاجتماعي، كلها صفات متعلقة بالشخصية الفظة والتي دائمًا ما تترك انطباع سيء على الجميع. فيقلل من آراء الآخرين ويدَّعي عدم جودة أفكارهم. فلا يفضل أفراد العمل التعامل معه ويتجنبونه قدر الإمكان ويبتعدون عن أي مهمة أو مشروع قد تجمعهم به. فيؤثر على السلام الاجتماعي داخل الشركة والإنتاجية كذلك.

 

ما هي العلامات التي تؤكد أن هذه الشخصية ضارة بالعمل؟

توجد علامات عدة يمكن ملاحظتها خلال يوم العمل بسهولة والتي تشكل إشارات تحذير بأن الموظف الذي تتعامل معه هو شخصية ضارة بالعمل ككل، قد تظهر علامة واحدة أو عدة علامات بنفس الشخص، مما يزيد من خطورة الوضع. والإشارات كالتالي:

 

1- التنمر على الزملاء

عندما يتنمر أحد أفراد العمل على زميل بالقول أو الفعل، فهذا يوحي بضعف شخصية المتنمر واحتياجه إلى ما يثبت فيه جدارته، فلا يجد غير البحث عن عيوب الآخرين وتركيز الضوء عليها بالحديث أو الإشارة.

 

2- الغياب دون أعذار واقعية

من حق الموظف الحصول على إجازة في حالة الاحتياج إلى راحة جسدية أو نفسية أو تعرضه إلى موقف عاجل يستدعي وجوده في المنزل أو أي مكان آخر بخلاف العمل. لكن العمل به شخصيات تغيب من أجل الغياب، ولا تهتم بالعمل ولا بالشركة التي ينتمي إليها بالقدر الكافي. هذه الشخصية ستضر بالعمل على المدى الطويل.

 

3- سرقة مجهود زميل عمل آخر

الإدعاء بأنه أكثر من عمل بهذا المشروع أو هذه المهمة بهدف اكتساب شكر وامتنان المدير، قد يكسب الفرد المُدعي ثقة زائفة من المدير، إلا أنه سيخسر احترام زملائه، لتقليله من مجهودهم المبذول. إشارة أخرى واضحة بعدم جدارة هذا الموظف بالثقة وإضراره بالعمل في النهاية.

 

4- الشكوى من الشركة

من المعروف أن كثير الشكوى قليل العمل. فكل بيئة عمل بها عناصر إيجابية وسلبية، من الشركات الصغيرة إلى المؤسسات الضخمة. الفرد السام سيبث سلبيته في بيئة العمل فقط دون أن يفكر باقتراح حل للمشكلة. هذا سيؤدي إلى انخفاض إنتاجية وتحفيز زملائه تجاه العمل.

 

5- تخريب أعمال الآخرين

توجد الكثير من المهام تحتاج إلى أكثر من قسم لإنجازها. فعند استلامه الفرد المهمة لأداء المطلوب منه، يؤذي ما سبق أن أتمه زملاؤه الآخرون عن قصد أو غير قصد. غالبًا ما يكون للمهمة نسخة يمكن استراجعها، إلا أن هناك وقت وجهد يستهلك مع اكتشاف التخريب ومحاولة إصلاحه.

 

6- تحميل الآخرين مسؤولية أخطائهم

قد يقع فرد في خطأ ما عن غير قصد إلا أنه يجعل المسؤولية تقع على غيره منعًا لتعرضه إلى التوبيخ أو الخصومات. إذا كان الخطأ جسيمًا، سيتطلب الأمر إلى إجراء تحقيق داخلي، وسرعان ما يتم اكتشاف مسبب الحادث.

 

7- إهدار الوقت بإنشاء مهام جانبية

هناك شخصيات كثيرًا ما يُطلب منها أداء مهمة محددة، إلا أن المهمة تنقسم معهم إلى عدة مهام تستهلك وقت أكبر. قد تظهر هذه المهام الجانبية بدعوى السعي إلى مزيد من الدقة أو الجودة. مع افتراض سلامة النية، ستستهلك هذه المهمة ضعفيِّ أو ثلاثة أضعاف الوقت المفترض.

 

8- التنافسية

المنافسة عنصر مهم في أي بيئة عمل، فهي تحمس الأفراد نحو المزيد من الإنتاجية والعمل. رغم ذلك، يُفضل أن تكون لها حدود، فقد تضر ببيئة العمل وتنتج أفراد يكرهون بعض البعض يعملون في نفس المكان. فإنْ وجدت هذا العنصر متواجد لدى أحد الأفراد، حاول أن توظفه لصالح العمل مع وضع قيود تحد منه.

 

9- غياب التعاطف

مراعاة مشاعر الآخرين أو التعاطف بشكل عام من العناصر التي من المفضل تواجدها في بيئة العمل لأنها تنتج أفراد يفرحون في مناسبة سعيدة لزملائهم ويحزنون عند وقوع حوادث أليمة. أما غياب التعاطف، سيسبب حساسية بين الأفراد وسيؤثر على جودة التعاون والعمل الجماعي بينهم.

 

10- الثقة الزائدة

ينبغي أن يعمل لدى شركتك موظفون لديهم من الثقة بالنفس لإدارة أي مهمة أو مشروع بغض النظر عن صعوبته أو حجمه. رغم ذلك، عندما تزيد الثقة عن الحدود التقليدية تتحول إلى غرور، ويصبح الفرد عبارة عن حاكم جزيرة منعزلة لا يسأل فيها أية أشخاص ولا يطلب المساعدة من أحد.

 

ما تأثير وجود شخصية سيئة واحدة على فريق العمل؟

تواجد شخصية واحدة فقط من الشخصيات السابق ذكرها في فريق العمل يؤدي إلى تدميره بالكامل. فرغم الجهود والأنشطة التي تحاول تفعيلها في الفريق، يمكن أن تحدث مواقف بعيدة عن المهنية تدمر ما قد بنيته خلال فترة طويلة. ما التأثير المتوقع لهذا الفرد على الشركة؟

 

1- استلام مهام تنقصها الكفاءة

الكفاءة والجودة عنصران أساسيان يبحث عنهما كل مدير أو صاحب عمل. هذه المشاعر والصفات السلبية المصاحبة للشخصية السامة في كل مكان تمنعه من العمل بشكل سليم. فهو أول المصابين بأذى صفاته الضارة، فيسلم مهام تنقصها الدقة.

 

2- انخفاض مستوى أداء وإنتاجية الفريق

موظف سام واحد يمكنه التأثير بالسلب على بقية أفراد الفريق مهما كان شغفهم بالعمل ومهامه. فهذا الفرد يشبه السرطان في انتشاره حيث يفضل الانتشار على البقاء مستكين في موضعه. لهذا تعد الدائرة المحيطة به هي المدى الأقرب لتأثيره.

 

3- تهديد سُلطتك كمدير

إظهار فرد لعلامة سلبية تشير إلى أنه شخصية سامة دون اتخاذ أية إجراءات أو رد فعل من ناحيتك كمدير أو صاحب عمل أو مختص موارد بشرية، يضر بوضعك أمام موظفيك. سيقتنع الموظفون أن هذا التصرف السلبي هو المقبول في بيئة العمل، ولن ينتج عنه أية عواقب.

 

4- الإساءة لصورة العلامة التجارية أمام العملاء

يمكن لفرد واحد أن يسبب إساءة لسمعة شركتك، خاصة إذا كان يتعامل بشكل مباشر مع العملاء؛ يعمل في خدمة العملاء أو المبيعات أو الدعم الفني. في النهاية، هو مندوب الشركة وينبغي أن يمثلها بالشكل اللائق والمهني.

 

5 نصائح للتصرف مع الشخصية السيئة في بيئة العمل

بعد تعرفك على العلامات التي تؤكد أن هذا الفرد به صفات قد تؤثر على بيئة العمل، وحددت تصنيف الشخصية الغالبة عليه، ينبغي أن تحدد الإجراء المناسب الذي ينبغي اتباعه لوضع حد لانتشار هذه الصفة وتقويد تأثيرها، وهي كالتالي:

 

1- حافظ على المهنية

بغض النظر عن نوع الإجراء الذي ستتبعه مع الموظف، ينبغي أن يكون في نطاق المهنية ولا يبتعد عنها. فوظيفتك كمدير ليس الحكم على الشخصيات ولكن وضع حدود لبعض السلوكيات داخل العمل.

 

2- اكتشف أصل المشكلة

حاول أن تفهم السبب وراء هذا السلوك، وهل هو جزء من شخصية الموظف أم سلوك عارض؟ فإذا كان عارضًا، ينبغي أن تعرف السبب لمنع حدوثه مرة أخرى. إذا كان السبب أمر متعلق بالعمل، فهي فرصة لتحسينه من جوانب قد تكون غير متعارف عليها. أما إذا كان السبب خاص، فيمكنك إرشاده إلى مختص يساعده في حل المشكلة التي نتج عنها هذا السلوك. في حالة أن السلوك هو شيء طبيعي بالنسبة للموظف، ينبغي اتخاذ إجراء مباشر لمنع تكراره.

 

3- تعامل بالوثائق والمستندات

عند محاسبة السلوك السلبي أو لفت النظر إليه، أرسِل إليه رسالة بريد إلكتروني تحدد فيها موعد للقاء الموظف ومناقشته في السلوك الضار على بيئة العمل. سجل تفاصيل موضوع لفت النظر في ورقة رسمية وحدد تاريخ وقوع الموقف ليمكن للموظف تذكره بسهولة. عند لقاء الموظف، اطلب منه توقيع عدم تكرار السلوك السلبي مرة أخرى في شكل إقرار.

 

4- كافئ الشخصيات الإيجابية

استراتيجية أخرى ينبغي اتباعها لمواجهة المد السلبي، يعتمد بشكل أساسي على مكافأة الشخصيات الإيجابية، وتقديم لهم مميزات ومكافآت بسيطة تحفزهم على الاستمرار والمحافظة على هذه الصفات. يمكن أن تقدم لهم كوبون مشتريات أو مجموعة أدوات مكتبية أو حقيبة عمل وغيرها من الهدايا العملية التي تترك أثر جيد.

 

5- حدد التصرفات المقبولة وغير المقبولة في بيئة العمل

يمكنك إعداد نشرة داخلية تعلن فيها عن السلوكيات المقبولة والمرفوضة داخل مقر الشركة وعواقب المرفوض منها، ليكون الأمر واضحًا ولا خلاف عليه. هذا يلغي صفة الجهل عن الموظف السلبي، ويصبح تمام الوعي بكل فعل أو قول يصدر عنه.

 

الخلاصة

بعد تعرفك على الشخصيات الخمسة الأساسية التي ينبغي الحذر منها في بيئة العمل، ينبغي أن توفر جميع العناصر التي تمنع وجود أي سبب للشكوى أو الامتعاض أو التشاؤم أو نشر السلبية. فشل فريقك أو نجاحه يقع مباشرة تحت مسؤوليتك، ما يجعل إدارة هذه الشخصيات السامة من مهامك أيضًا.

 

اقرأ أيضًا :-

 

  • .
  • .
  • .
  • .